هل تدخين السيجارة الإلكترونية خطر على الصحة
أظهر استطلاع قام به باحثون في جامعة كوفنتري على المراهقين أن أقل من نصف مستخدمي السجائر الإلكترونية كانوا يعرفون أن السيجارة الإلكترونية تحتوي على النيكوتين أو أنها تسبب الإدمان ، أو تزيد من احتمال الانتقال لتدخين السجائر العادية.
يعتبر إدمان النيكوتين مشكلة حقيقية، لكن القضايا الصحية التي تطرحها السجائر الإلكترونية أكبر من مجرد الإدمان.
ينتقل النيكوتين من الرئتين عبر الدم إلى الدماغ خلال أقل من عشر ثواني. وعند وصوله إلى الدماغ فإنه يحفز الإفراج عن الناقلات العصبية، بما في ذلك الدوبامين "جزيء المتعة".
يفسر الارتباط بين أخذ "السحب" من السيجارة و استجابة "المتعة" في الدماغ ، لماذا يمكن أن يؤدي التدخين إلى الإدمان حيث أنه يربط المتعة بفعل التدخين.
لا تأتي معظم مخاطر التدخين مباشرة من النيكوتين. فدخان السجائر يحتوي على حوالي 4000 مركب مختلف والجزيئات الأكثر خطورة هي المواد المسرطنة والنيتروزامين. كما أن "القطران" الذي يحمله الدخان إلى الفم والرئتين، غني بهذه المواد السامة.
التدخين يدمر الحمض النووي في الأعضاء المعرضة له، وكذلك لغير المدخنين ممن يتعرضون للدخان بشكل غير مباشر، مما يسرع الطفرات الوراثية ويزيد من خطر الإصابة بالسرطان ليس فقط الرئتين ولكن أيضًا في الفم والحنجرة والكبد وعنق الرحم والمريء والبنكرياس والمثانة والكلى. ليس كل هذه الطفرات تؤدي إلى السرطان، ولكن كلما زاد عددهم، كلما زادت احتمالية حدوث الطفرات المسببة للسرطان.
إذن ما هي مشكلة السجائر الإلكترونية، إذا كانت لا تنتج القطران المسرطن؟ يمكن أن يؤثر النيكوتين أو الجزيئات الأخرى الموجودة في السجائر الإلكترونية على صحة الرئة. وهناك عدد كبير من المنكهات المستخدمة في العديد من السوائل هي ألدهيدات، وغالبا ما تكون مهيجة للأنسجة المخاطية في الجهاز التنفسي عند استنشاقها.
الأمثلة النموذجية هي سينامالديهيد (القرفة) ، الفانيلين (الفانيلا) و diacetyl (زبدة). تظهر الاختبارات على الخلايا التي تبطن الأوعية الدموية وداخل القلب، أن بعض نكهات السجائر الإلكترونية ومكوناتها (مثل الفانيلين وسينامالديهيد وثنائي أسيتيل سيتات الايزوميل والميثول) قد تؤذي الأوعية الدموية وتتسبب في مستويات أعلى من الالتهابات ومستويات أقل من أكسيد النيتريك وهو الجزيء الذي يعمل على تثبيط الالتهاب والتخثر وتوسيع الأوعية الدموية ويعتبر هذان التغييران مؤشرا مبكرا لأمراض القلب.
على الرغم من أن النكهات الغذائية في حد ذاتها آمنة عند استخدامها في الأغذية (كما هي المذيبات) فهذا لا يعني بالضرورة أنها آمنة تمامًا للاستخدام بشكل مختلف، كما هو الحال في السجائر الإلكترونية. وقد أظهرت الدراسات أن بعض هذه الجزيئات، لا سيما المذيبات، يمكن أن تتحلل عند تسخينها إلى ما يزيد عن 300 في السيجارة الإلكترونية.
ثلاثة مواد جميعها ألدهيدات تتشكل نتيجة تفكك الجليسرول والبروبيلين غليكول (هي: الأكرولين والميتانال والإيتانال). إن الميتانال والإيتانال مواد سامة والميثانال، على وجه الخصوص، مادة معروفة أنها مسرطنة.
كما أن هذه المواد يمكن أن تنشأ نتيجة تفكك المواد المنكهة.
إذن هل هذه الجزيئات تنتج بتركيزات خطيرة في السجائر الإلكترونية أيضاً؟
في حين تبين أن استخدام السجائر الإلكترونية يؤدي إلى مستويات أقل بشكل ملحوظ من نواتج أيضات مسرطنة معينة في بول مدخنيها ، مقارنة بالمستويات الموجودة لدى مدخني السجائر التقليدية ، فقد تم ربطها بمستويات أعلى من بعض الجسيمات ، بما في ذلك المعادن والكادميوم والنيكل والكروم والرصاص والزنك. وهذه قد تكون نشأت نتيجة الحرارة في ملف السيجارة الإلكترونية.
إذن خلاصة القول في الوقت الحاضر، هي أنه لا أحد يعرف ما إذا كانت هناك مخاطر على المدى الطويل مرتبطة بالسجائر الإلكترونية. ولكن الحذر مطلوب.