ماذا يمكن أن نتعلم من النمل لحل ضعف المضادات الحيوية؟
يواجه العالم أزمة في المضادات الحيوية بسبب الإفراط في استخدامها فالعديد من الأدوية اصبحت عديمة الفائدة ضد بعض أنواع من سلالات البكتريا، ويسعى العلماء للحصول على طرق جديدة لمهاجمة الميكروبات المؤذية.
إحدى إمكانيات البحث، الآليات التي تستخدمها الأنواع الحية الأخرى للدفاع عن نفسها. وقد سلطت دراسة جديدة الأضواء على كيف أن أغلب النمل، حتى في المستعمرات الصغيرة، تنتج مواد كيميائية مضادة للميكروبات من إفرازاتهم الجسمية. وتقترح الدراسة التحقق من الآلية التي تعمد إليها أصناف النمل التي لاتصنع هذه المضادات للسيطرة على البكتريا.
وجد العلماء أن النمل يتبع بعض الخدع لمجابهة المرض، ولدى كثير من أصناف النمل وسائل فعالة لإزالة المخلفات والتحقق من أن الممرض منها (بما فيها النمل الميت) قد تمت إزالته خارج أعشاشها أو بوضعه في غرف خاصة. كما تعمد بشكل منتظم لتنظيف أجسامها وأجسام بعضها البعض وخاصة الملوثة منها.
وكمثال، يعمد بعض النمل إلى تناول السموم مثل بيروكسيد الهيدروجين للتعقيم ومحاربة المرض. وتعمد أصناف أخرى إلى جمع راتنج الصنوبر وتدخله في أعشاشها كعامل وقائي. وهنالك بعض الأصناف القادرة على تصنيع حمض النمل ودمجه في الراتنج لتشكل عامل قوي مضاد للميكروبات.
نشرت مجلة الجمعية الملكية للعلم المفتوح أبحاثاً من جامعة أريزونا عن النشاط ضد الميكروبات لعشرين صنف من النمل في الولايات المتحدة تعيش في أعشاش تحوي بين 80 و220,000 نملة وتركز البحث على تأثيرإفرازات النمل على المكورات العنقودية المؤذية للبشرة وأظهرت النتيجة أن 60% من أصناف النمل صنعت إفرازات مضادة بينما لم تفرز 40% منها مضاداً للمرض، وقد تكون هذه الأخيرة قد لجأت لآلية بديلة للسيطرة على المرض أو أنها تعمد إلى تصنيع مضادات فعالة على أنواع أخرى من الميكروبات.
إن دراسة ومعرفة استراتيجيات النمل لمحاربة الميكروبات يمكن للعالم أن يكشف عن طرق جديدة للتعامل مع تهديد البكتريا والأمراض المقاومة للمضادات الحيوية المعروفة لدينا.